-A +A
تركي الدخيل
تدق أجراس بدء شهر رمضان الكريم، والكثير من التجار قد بدأوا منذ أشهر لحشد أكبر عدد ممكن من السلع الغذائية تحسبا للطلب الضخم الذي سيكون على محلاتهم في بحر هذا الشهر «شعبان». المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حذر قبل أيام من الجشع الذي يمارسه التجار، مما قاله المفتي: «إن التجار في المملكة يتمتعون بتسهيلات كبيرة وفرتها الدولة لهم من خلال المنافذ التجارية المنتشرة في المملكة وعدم فرض ضرائب عليهم». وطالب المسؤولين بالرقابة على هؤلاء التجار. نعرف أن الرقابة بالكاد تكون على أسعار الأرز والحليب بوصفها مستهلكات أساسية لا مزاح فيها، من هنا يكون مدخل التجار على المستهلك من باب استعجاله أو ابتزازه ذلك أنه مرغم على شراء هذه السلعة بهذا التوقيت تحديدا.
مجلة «سيدتي» كتبت عن استهلاك السعوديين، الذي يزيد خلال رمضان بنسبة 150 %. بينما عبدالله العثيم يتحدث عن عشرين مليار ريال ينفقها المجتمع السعودي على الاستهلاك الغذائي في شهر رمضان.

رئيس اللجنة العلمية بجمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية وعميد كلية الطلاب بجامعة الدمام الدكتور أحمد السني رأى: «أن استهلاك الأسر يزيد في رمضان للضعف وهي عادات استهلاكية سيئة مع أن شهر رمضان عمليا يجب أن يكون أقل استهلاكا بحكم أن ثلاثة أرباع يومنا صيام».
من الواضح أننا بين شراهتين، شراهة التاجر، وشغف المستهلك، والجشع لا يمكن أن يوجد من دون شغف وجوع اجتماعي نحو الاستهلاك العجيب لكل ما يقع على أيديهم، ومن ثم حين تأتي العشر الأواخر يبدأ البذخ بالملابس وسواها. ليس خطأ أن تستمتع بالحياة وتتلذذ بما أباح الله، لكن يجب أن يكون العقل هو الحكم، فلولا التهافت الاجتماعي لما رأينا هذا الجشع من قبل التجار الذي يصل حد الطمع المرضي للأسف الشديد.